• بقلم حسام صادق
  • بقلم محمود حجازي
  • بقلم أحمد عبود
  • بقلم أحمد نبيل

الجمعة، 2 مارس 2012

مقال تقليدي !!


مقال تقليدي  !!
في حياتنا أخلاقيات عديدة أفسدتها الشعارات الفارغة ..
فالجميع يردد عبارات من نوعية (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد) و(الصديق وقت الضيق) و(الصبر مفتاح الفرج) .. لكن بسبب كثرة ترديدها فقدت معناها الحقيقي .. ولم يعد أحد يحاول حتى التفكير في معناها أو حتى محاولة فهمها !!
لكني طبعاً لست أحد الحمقى الذين يفعلون هذا .. فأنا مختلف تماماً .. أنا عبقري .. ومثقف .. كما أني (البريمو) و بقية الناس لا فائدة منهم إلا أن يشجعوا العباقرة أمثالي وهم يعملون !!
ما علينا .. دعنا نترك الحديث عن عبقريتي (مؤقتاً) ولنعد إلى موضوعنا .. أتحدث هذه المرة عن موضوع تقليدي جداً هو الصداقة ..
وكما قلت .. كثرة الحديث والشعارات عن موضوع كهذا جعله أقرب إلى الابتذال .. وصار نادراً أن تجد أحداً يهتم بقراءة موضوع عن الصداقة .. إلا إذا كان مدرس لغة عربية .. يصحح مجموعة من كراريس التعبير !!
لذا صار طبيعياً أن ينسى الجميع تعريف الصداقة .. و يتحول الصديق بالنسبة لهم إلى وسيلة لتسلية أوقات الفراغ في الكلية أو المدرسة أو حتى وسائل المواصلات !!
لهذا تجد دائماً من ينسى أصدقائه حين يتخرج .. أو حين يشتري سيارة .. فقد انتهت فائدة الصديق بالنسبة له .. ولا يرى داعياً لاستمرار صداقة "لا فائدة منها" حسب تصوره !!
لكني عبقري كما قلت منذ عدة أسطر .. و واجب العباقرة أن يأخذوا بيد الحمقى إلى بر الأمان .. لذا سأحاول هنا (وسأنجح طبعاً) أن أحل مشكلة مزمنة في هذا المزنق .. أقصد الموضوع .. !
فالصديق يجب أن يكون خزانة أسرار صديقه .. ولا يجب أن تكون الأسرار من نوعية (أنا معجب أوي بـ"منال" .. ومش عارف أٌعمل إيه ) أو مثلاً (أنا عندي التصاق في الفخذين) ..
فأسرار أي شخصية هي صفاتها ذاتها .. لا تفهم ؟؟ هبسطهالك !!
كيف تتعامل مع شخص غريب ؟ أو زميل جديد في العمل ؟ أو فرد جديد في الشلة ؟
طبعاً تتعامل معه بهدوء شديد .. واتزان و رصانة و وقار لا تملكهم أصلاً .. وتحاول أن تظهر مميزاتك له .. وتخشى بشدة  أن يعتبرك سخيفاً أو ثرثاراً أو جاهلاً .. تحاول إظهار أفضل ما لديك .. لماذا ؟ لأنه غريب عنك !!
ما أريد قوله باختصار هو التالي :
حين تظهر لك عيوب صديقك لا تحزن .. فهذا يعني أنه يثق فيك تماماً ويرتاح لك .. لأن العيوب هي أدق أسرار النفس البشرية .. ولا أحد يبوح بأسراره إلا لشخص يحبه !!
ولا تحاول إصلاح عيوبه طيلة الوقت بعبارات مثل (بلاش تعمل كدة) أو (غلط اللي انت بتعمله ده !!)
فكل ما سيحدث هو أنه سيتوقف عن إظهار عيوبه أمامك .. وسيتعامل معك بحذر .. وسيحاول مرة أخرى إظهار مميزات ليست موجودة عنده .. أي أنه ومن الآخر سيعيدك من خانة (الصديق) إلى خانة (الغريب) .. ولن يكون على راحته معك .. وستتكسر صداقتكما و سيبحث حتماً عن شخص آخر يستطيع التعامل معه بحرية !!
وحين تجد نفسك تفكر غاضباً في عيوب صديقك .. أنظر إلى مرآتك .. و راجع عيوبك .. واحمد الله أنه لم يتخل عنك بسببها .. وحاول أن تتعايش مع عيوب صديقك كما يتعايش هو مع عيوبك .. لاحظ هنا أني أتحدث عن العيوب .. وليس الأخطاء .. فحين يرتكب صديقك (خطأ) يجب أن تحذره وتواجهه ..
أما إذا أردت مساعدته على التخلص من (عيوبه) .. فيجب أن يكون هذا تدريجياً ودون أن يشعر .. ولا تسألني كيف لأني سأجيب (لا أعرف) .. هذا مرجعه إليك وإلى معرفتك بالبني آدم الذي من المفروض أنه صديقك !!
وصلت الفكرة ؟؟
إذا كانت الإجابة (لا) .... اتفلق !!